کد مطلب:239535 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:160

الفضل یقع فی الشرک
و اخیرا .. فلا یسعنا فی ختام هذا الفصل الا أن نقول :

مسكین الفضل بن سهل، لقد استطاع المأمون أن یبری ء ساحة نفسه، من كل الذنوب العظیمة و الخطیرة التی ارتكبها، و أن یجعل هذا الوزیر المسكین، الذی كان عدوا للامام، و الذی لم یشعر الا و هو فی الفخ، هو المسؤول عن أكثر جرائمه و موبقاته، بل و عنها جمیعا، حتی البیعة للرضا (ع)، بل و حتی عن قتل أخیه الأمین !

و لقد أدرك الفضل أنه قد وقع فی الشرك، و لكن .. بعد فوات الأولان، و لذا نراه یمتنع عن الذهاب الی بغداد، لأنه یعرف ما سوف یواجهه من مشاكل و أخطار، و ما سوف یتعرض له من مؤامرات، و حاول بكل وسیلة أن یقنع المأمون بالعدول عن رأیه، و بین له صراحة أنه هو المتهم بالبیعة للرضا، و بقتل الأمین، فلقد قال له :

« .. یا أمیرالمؤمنین، ان ذنبی عظیم عند أهل بیتك، و عند العامة، و الناس یلوموننی بقتل أخیك المخلوع، و بیعة الرضا، و لا آمن السعاة و الحساد، و أهل البغی أن یسعوا بی، فدعنی أخلفك بخراسان الخ .. » [1] .



[ صفحه 271]



و لكن أنی له أن یتركه المأمون، الذی كان یرید التخلص منه، من أجل أن ترضی عنه بغداد، مضافا الی أنه هو أیضا كان یخشاه و یخافه .. فلقد كان قد أعد العدة، و أحكم الخطة فی أمره، و لم یبق الا التنفیذ ( كما سیأتی بیانه )..

و بعد أن یئس الفضل من اقناع المأمون، حاول أن یحتاط لنفسه ما أمكنه ذلك، فطلب منه أن یكتب له كتاب ضمان و أمان، فاستجاب المأمون لهذا الطلب، و كتب له كتابا [2] ، یسمی كتاب الحباء و الشرط یظهر بوضوح الدور الذی لعبه الفضل فی تشیید صرح خلافة المأمون، و توطید سلطانه .

و نلاحظ : أن المأمون قد كتب للفضل كل ما یرید، بل و زاد علی ما كان یتوقعه الفضل الشی ء الكثیر، اذ لم یكن یری فی ذلك أی ضرر علیه، مادام أنه قد أحكم الخطة، و دبر له النهایة .

و كما رسم و دبر .. كانت النهایة !! ..


[1] أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 139، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 162، و مسند الامام الرضا ج 1 ص 87، و البحار ج 49 ص 167.

[2] الكتاب موجود في : البحار ج 49 ص 162 ،160، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 159 ،157، و أوعز اليه اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 451 طبع صادر.